أنا راحل والحرب يعزف لحنها
صوت الصّهيل مع الحوافر موقعا
أنا راحل والدّمع يكسو مقلتي
والقلب منّي بالسّهاد تولّعا
أنا راحل أبغي الحياة كريمة
ما كان كأسي بالخيانة مترعا
ما كنت أطرب للغناء وأمّتي
تبكي فقلبي بالتّلاوة أشبعا
ما كان همّي أن أطاوع شهوتي
وأصيب بالنّظرات سهما موجعا
ما كنت أسهر ليلتي متوسّدا
فرشا وأصنع من غبائي مخدعا
بل كنت أفترش الهموم وأنثني
متلحّفا بالحزن أنشد مصرعا
ما كان حرفي ناطقا بمذلّة
أو كان لحني بالهراء مرجعا
قالوا ملأت الأرض رعبا ليتهم
علموا بمن ساق الحشود وجمّعا
قومٌ على الإلحاد جُمّع شملهم
وعلى الدّماء رموا ومدّوا أفرعا
قالوا ذهبت إلى بلاد لم تكن
يوما تمدّ إليك كفّا موجعا
أوما دروا أن الجهاد فريضة
إن يستبيح الكفر يوما موقعا
أوما دروا أنّي هنا في غربتي
أبني لمجد الدّين صرحا أرفعا
وأصد لغارات العدوّ بغارة
بيضاء تجعل من حصاتي مدفعا
قولوا إني صابر متوثّب
لن أنثني من بغيكم متوجّعا
سيحوقني من حفظ ربّي حائط
وأذل رأس البغي حتى يركعا